[size=18]
[size=12]اللهم صل على محمد وال محمد
إن نفس الإنسان جوهرة ثمينة , وبلا ترديد أن أول الناس بالنسبة له هي نفسه , وهي أشبه شئ بالدابة الجامحة المستعصية , التي تريد
أن يطلق لها العنان , فترتكب ما يحلو لها من الأعمال والمعاصي , والذنوب والأخطاء , والعقل هو ذلك العقال , أو اللجام الذي يمنعها
من الإنطلاق والإنفلات في طريق الهوى والضلال ,وممارسة الأخطاء.
فإذا عقلت النفس ووجهت في طرق الخير , إنتظمت حياة الإنسان واقترب من الحكمة , وإذا أطلقت وتركت , إرتبكت حياة الإنسان وأوردته
موارد الشر والهلاك .
صحيح أنه لا فاصل كبير بين الإنسان ونفسه , إذ أنها النفس لذات الجسد , فهي أقرب المقربين إلى الإنسان , ولكن هذا القريب هو ألد الأعداء
بالنسبة إليه فيما إذا إنصاع إليها وأصبح مطية لها في ممارسة الشر وارتكاب الأخطاء.
يقول الرسول الأعظم (ص) :
(أعدى عدوك نفسك التي بين جنبيك) , وبما أن النفس هي الد الأعداء بالنسبة للإنسان , فهي يجب أن تجاهد , ومتى ما جوهدت أستطاع الإنسان
أن يجعل منها مطية , ومركبا للخير , واستطاع أن يختار لها ما يجب العمل به من الخير والصلاح , وترك ما يجب أن تنتهي عنه من الشر والفجور
يقول تعالى : (ونفس وما سوّاها , فألهما فجورها وتقواها , قد أفلح من زكاها , وقد خاب من دسّاها) .
ومتى ما طهر الإنسان نفسه , وجعلها تحت إمارة عقله , إستطاع أن يهيئ الأرضية الصالحة له للعمل والتصرف في جميع ميادين الحياة بشكل
حكيم وقويم , ومن الميادين الهامة , ميدان التعامل والمعاشرة مع الناس , فالإسوء أكان في بيته أو في موقع العمل , أو في الشارع , أو في مكان آخر
, هو يعاشر الآخرين ويتعامل معهم , وميدان التعامل مع الناس هو من أهم الميادين التي يختبر فيها الإنسان ونفسه وهو يعتمد على إصلاح النفس
وتهذيبها , فمن يصلح نفسه ويهذبها ويزكيها يكون مؤهلا لأن يتعامل مع الناس بشكل حسن وناجح , من لا يصلحها , ولا يهذبها ولايزكيها لا يمكنه ذلك بالطبع .
وقد يقول قائل :
لا علاقة بين إصلاح النفس وبين التعامل مع الناس , فهناك أناس فسّاق وفجّار , ويرتكبون الموبقات كالزنا وشرب الخمر, والسرقة , ولعب القمار
وغير ذلك ,ولكنهم يتعاملون مع الناس بشكل جيد, فيحترمونهم , ويقدرونهم , ولا يسيئون إليهم .
والرد على ذلك :
نادرا ما تجد الفسقة والفجار يتعاملون مع الناس بشكل حسن , وإذا وجد فيهم من يحترم الناس ولا يسئ إليهم فذلك لوجود بقايا الفطرة
والوجدان, أو أن حالة الفسق والفجور مقصورة على النفس دون ربطها بالتعامل مع الاخرين , إلا أن حالة الإنحراف مهما قصرت على ا
لنفس فإن أثارها على الآخرين تظهر من خلال التعامل معهم , لأن إصلاح النفس هو الأرضية السليمة لإصلاح جميع التصرفات في الواقع الخارجي .
الأمر الآخر , لا يكفي أن تكون علاقة الإنسان بالناس جيدة بينما علاقته مع نفسه سيئة , فمثل الذي يحسن التعامل مع الآخرين ويسئ التعامل
مع نفسه كمثل الذي يعطي المعروف للأبعدين , وينسى الأقربين له بينما القاعدة تقول : (الأقربون أولى بالمعروف).
[/size][/size][size=12]اللهم صل على محمد وال محمد
إن نفس الإنسان جوهرة ثمينة , وبلا ترديد أن أول الناس بالنسبة له هي نفسه , وهي أشبه شئ بالدابة الجامحة المستعصية , التي تريد
أن يطلق لها العنان , فترتكب ما يحلو لها من الأعمال والمعاصي , والذنوب والأخطاء , والعقل هو ذلك العقال , أو اللجام الذي يمنعها
من الإنطلاق والإنفلات في طريق الهوى والضلال ,وممارسة الأخطاء.
فإذا عقلت النفس ووجهت في طرق الخير , إنتظمت حياة الإنسان واقترب من الحكمة , وإذا أطلقت وتركت , إرتبكت حياة الإنسان وأوردته
موارد الشر والهلاك .
صحيح أنه لا فاصل كبير بين الإنسان ونفسه , إذ أنها النفس لذات الجسد , فهي أقرب المقربين إلى الإنسان , ولكن هذا القريب هو ألد الأعداء
بالنسبة إليه فيما إذا إنصاع إليها وأصبح مطية لها في ممارسة الشر وارتكاب الأخطاء.
يقول الرسول الأعظم (ص) :
(أعدى عدوك نفسك التي بين جنبيك) , وبما أن النفس هي الد الأعداء بالنسبة للإنسان , فهي يجب أن تجاهد , ومتى ما جوهدت أستطاع الإنسان
أن يجعل منها مطية , ومركبا للخير , واستطاع أن يختار لها ما يجب العمل به من الخير والصلاح , وترك ما يجب أن تنتهي عنه من الشر والفجور
يقول تعالى : (ونفس وما سوّاها , فألهما فجورها وتقواها , قد أفلح من زكاها , وقد خاب من دسّاها) .
ومتى ما طهر الإنسان نفسه , وجعلها تحت إمارة عقله , إستطاع أن يهيئ الأرضية الصالحة له للعمل والتصرف في جميع ميادين الحياة بشكل
حكيم وقويم , ومن الميادين الهامة , ميدان التعامل والمعاشرة مع الناس , فالإسوء أكان في بيته أو في موقع العمل , أو في الشارع , أو في مكان آخر
, هو يعاشر الآخرين ويتعامل معهم , وميدان التعامل مع الناس هو من أهم الميادين التي يختبر فيها الإنسان ونفسه وهو يعتمد على إصلاح النفس
وتهذيبها , فمن يصلح نفسه ويهذبها ويزكيها يكون مؤهلا لأن يتعامل مع الناس بشكل حسن وناجح , من لا يصلحها , ولا يهذبها ولايزكيها لا يمكنه ذلك بالطبع .
وقد يقول قائل :
لا علاقة بين إصلاح النفس وبين التعامل مع الناس , فهناك أناس فسّاق وفجّار , ويرتكبون الموبقات كالزنا وشرب الخمر, والسرقة , ولعب القمار
وغير ذلك ,ولكنهم يتعاملون مع الناس بشكل جيد, فيحترمونهم , ويقدرونهم , ولا يسيئون إليهم .
والرد على ذلك :
نادرا ما تجد الفسقة والفجار يتعاملون مع الناس بشكل حسن , وإذا وجد فيهم من يحترم الناس ولا يسئ إليهم فذلك لوجود بقايا الفطرة
والوجدان, أو أن حالة الفسق والفجور مقصورة على النفس دون ربطها بالتعامل مع الاخرين , إلا أن حالة الإنحراف مهما قصرت على ا
لنفس فإن أثارها على الآخرين تظهر من خلال التعامل معهم , لأن إصلاح النفس هو الأرضية السليمة لإصلاح جميع التصرفات في الواقع الخارجي .
الأمر الآخر , لا يكفي أن تكون علاقة الإنسان بالناس جيدة بينما علاقته مع نفسه سيئة , فمثل الذي يحسن التعامل مع الآخرين ويسئ التعامل
مع نفسه كمثل الذي يعطي المعروف للأبعدين , وينسى الأقربين له بينما القاعدة تقول : (الأقربون أولى بالمعروف).