منتديات الوافي الثقافية



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات الوافي الثقافية

منتديات الوافي الثقافية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى يهتم بكل القضايا والمشاكل التربوية والنفسية والسلوكية والعاطفية


2 مشترك

    قصة قصيرة من تأليفي ((لعلي أنسى))

    مازلت أحترق
    مازلت أحترق
    مشرفة وافي الادبي
    مشرفة وافي الادبي


    انثى عدد الرسائل : 496
    مكان الإقامة : تحت الرماد
    الوظيفة : طالبة جامعية
    المزاج : جسد بلا روح
    الجوائز : قصة قصيرة من تأليفي ((لعلي أنسى)) Gh10
    تاريخ التسجيل : 30/10/2007

    قصة قصيرة من تأليفي ((لعلي أنسى)) Empty قصة قصيرة من تأليفي ((لعلي أنسى))

    مُساهمة من طرف مازلت أحترق الأربعاء يونيو 25, 2008 1:04 am

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد الطيبين الطاهرين وعجل فرجهم واهلك أعدائهم

    لعلي أنسى

    جسد بلا روح يجوب الشوارع، العالم من حوله يتراقص بصور مهشمة من الماضي، الأحلام تراوده وهو يقظ، والنوم فر تاركا إياه أسير للأرق، كانت الحياة بالنسبة إليه قد انتهت منذ ذلك اليوم المشئوم، ولكن كان بداية حياة جديدة بالنسبة إلى غيره، إنهم سبب موته الحقيقي، قتلوه ولم يثأر أحدا بدمه، وضلت الأكاذيب تصرخ في أذنيه، وانتشرت كالنار في عالمه، حتى أنه بدأ يتساءل هل حقا ما زال يتنفس؟
    حلق بجناحيه إلى عالم الآمال يضحك ويبكي ويصرخ في آن واحد
    فجأة أرتطم بشبح من الماضي ألقى به في جحيم الواقع
    فصرخ قلبه مهللا وصاح عقله محذرا. هل ما رآه بشرا؟ وهل يكذب عينيه؟
    كانت طفلة صغيرة متعلقة بثيابه تناديه (بابا)، لها وجه كالقمر يشع نورا، وعيناها الواسعتان كانت تحكي قصة طفولته هو وليست قصتها.
    فصاح:
    _أيا عيني... أن كان ما رأيته حقيقة فلتكني كفيفة ملعونة إلى الأبد
    يا إلهي... إنها نسخة مصغرة عنها...
    وكأنها هي بعينها، لقد نادتني بابا، نعم أنا أبوها. يا ترى من تكون؟
    ومال لضحكاتها تحولت إلى أسهم اخترقت نحري واغتصبت عقلي....
    ثم ألتفت للسيدة التي كانت تناديها(نور....نور...)
    _هذا صوتها...أحقا هذه هي أم هذا طيفها اللحوح؟ أحقا هذا جرحي القديم؟
    كاد يحتضن الطفلة ويقبلها لكن هناك صوتا أخر أخترق حلمه:
    _بشير.... بشير....
    ألتفت لصاحب النداء، فصاح قلبه فزعا:
    _هذا قاتلك، وغاصبك، إنه مجرم خطير، ابتعد عنه، أطلق العنان لقدميك واهرب.
    أطاع قلبه متجاهلا المنادي، واختفى في وسط الزحام ثم جلس في أحد المقاهي يضحك ويلعن حظه. ماذا؟ هل فقد عقله الذي كاد أن يفقده سابقا بسبب طيفه اللحوح مها... نعم كانت تدعى مها.
    لملم ذكرياته المذبوحة محتضنا إياها، أنه يريد العودة إلى الماضي ولكن كيف السبيل لذلك؟
    نظر إلى المقعد المقابل له، وكأن مها تجلس عليه بابتسامتها الساحرة، فهمس لها باسما:
    _حبيبتي الرقيقة... أتذكرين عندما كنا صغار؟
    أتذكرين حبنا البريء؟
    أتذكرين رسائلنا؟؟؟؟؟؟ الطاهرة المتطايرة عبر السطوح؟
    كنت جارتي ولكن كنت صاحبة قلبي...
    مها... أيتها العزيزة، لا ترحلي، أعطني فرصة لأكشف الحقيقة، أرجوك اسمعيني للمرة الأخيرة... كفاك صدا.
    آه... يا مها أتعلمين ما الذي حل بي بعدك؟
    أنا نادم على ما فعلته، هل لك أن تسامحينني؟
    يجب أن....
    وتلاشى الطيف غاضبا مدبرا عنه، ونظراته البريئة لم تعد كذلك، شعر بأنه يحتضر من أثر تلك النظرة العاتبة.
    سافر بشير إلى الماضي ليسترجع مأساته لعله يستطيع تغير الماضي، لكن هيهات أن يفعلها...
    مرت صورتها وهي تبكيه لأنه سيسافر إلى أمريكا ليستكمل دراسته، كادت تتعلق بثيابه لخوفها من فراقه المرير فهي تخشى أن يكون هذا لقائهما الأخير، تألم بشير لمنظرها المؤلم وابتسم بحنان، فقال:
    _ حبيبتي مها... يا نبض قلبي وبسمة روحي...
    آه... متى أعود إليك حتى تكوني بين ذراعي زوجة لي؟
    _أخشى أن يكون هذا فراق بيننا.
    _لا تقولي هذا فأنا ما زلت متمسك بك... وهل أقوى على فراق عيني المها.

    مرت سنتان على سفره وهما مازالا يتبادلا الرسائل، كان الوسيط بينهما أخته بتول هي التي كانت تحمل رسائلهما، ولكن فجأة حدث ما حدث...
    فقد انقطعت رسائله عنها، فكادت تفقد عقلها حتى أنها مرضت من شدة حزنها، كانت على استعداد أن تدفع روحها ثمنا من أجل حرف واحد من بشير.
    وفي يوم عيد ميلادها وصلتها رسالة لطالما انتظرتها بحسرة، رسالة أمطرتها بقبلاتها فصاحت:
    _يا حبيبي... أنت لم تنساني في يوم ميلادي، أنت دائما هكذا
    آه... يا بشير، تعال واخطفني بحصانك آه... يا فارسي الانتظار سحق أميرتك الأسيرة.
    فتحت الرسالة وهي تلتهم الحروف بعينها سعادة، فهذا خط الحبيب أنها تعرفه، ورائحته العطرة قد علقت ما بين السطور، قرأتها بصوت مسموع لتداعب أذنيها:
    _عزيزتي مها...
    المعذرة، لقد طالت بي القطيعة بسبب ظروف مرضي، والغربة قاسية هناك، ولكن أثناء مرضي تعرفت إلى صديقة أختي وتدعى هدى، وهي فتاة لطيفة كانت تذكرني بك، هذه الفتاة العظيمة وقفت إلى جانبي في شدتي وكانت بالنسبة لي الدواء الشافي، لذا أحببتها وأريد خطبتها، وأنا سعيد معها، أرجوا أن تسامحيني فأنت تستحقين من هو أفضل مني.
    المعذرة لن استطيع الارتباط بك وفي قلبي امرأة أخرى تسكنه.
    إن شاء الله سيأتيك من هو أفضل مني فأنت فتاة طيبة وأنا لا استحقك...لا أستحقك.
    بشير...

    صعقت مها وهاجت تحطم كل ما وقعت يدها عليه فصرخت:
    _آه... يا بشير كيف أطاعك قلبك أن تقتلني...؟ قتلتني....
    أهكذا تفعل بك أمريكا؟ وتتركني من أجل من؟ هدى تلك الفتاة الخبيثة... لقد سرقتك مني، الآن عرفت سر إصرارها على الدراسة في أمريكا لا طمعا بالشهادة وإنما طمعا بحبيبي الغادر.
    آه... يا بشير لقد خدعتني وحطمت حياتي، فأنا رفضت كل من تقدم لخطبتي لعينيك. سحقا وتبا لك أني أعلن الحرب سأقتل حبك وسوف أعيش بسعادة سأحرق كل ذكرى تتعلق بشخصك الغادر، لن أكون بقايا امرأة محترقة سأنتقم لقلبي المذبوح.
    كانت مها عازمة على ما قالته، لكن تكذب على من؟ على نفسها كيف سوف تعيش سعيدة وهي الآن مذبوحة تمشي والدماء تشخل من قلبها؟

    هبطت الطائرة في المطار فقد عاد بشير وقد تغير وجهه الباسم وكأنه قد كبر في السن وفي وسط الزحام هتف أحدهم:
    _بشير... بشير
    ألتفت بشير للمنادي لقد كان صديقه ماهر جاء ليستقبله في المطار.
    وعندما لاحظ ماهر شحوب بشير سأله:
    _ما بك يا عزيزي؟ وما هذا الشحوب لقد هزلت كثيرا؟
    _لا، لا شيء لقد كنت مريضا.
    _مما تشكو؟
    _إنه داء الغربة والعشق. وأنت ما الأخبار؟
    ابتسم ماهر محتضنا صديقه ثم دس شيئا في يديه فابتسم بشير:
    _ما هذا؟
    _هذه بطاقة دعوة لحفل زفافي وسيكون الأسبوع القادم.
    أحتضن بشير صديقه فرحا فقال وهو يفتح البطاقة:
    _وأنا أيضا سوف أخطب حبيبتي، لن أعود إلى البيت قبل أن أقابل أبيها وسـ....
    صعق بشير كاد يحرق البطاقة بعينيه، كيف حدث هذا؟ لماذا؟
    لماذا اسم مها يشع في البطاقة؟ وكيف صديقه سيتزوجها؟
    صرخ بشير بهستريا وقد عاوده ألم رأسه:
    _آه.... رأسي... رأسي سينفجر... لماذا؟
    شعر بأن العالم من حوله يتراقص بجنون، والحرارة تكاد تصهره فخر كالصريع. تهافت عليه كل من رآه، وماهر مندهشا فزعا على حاله يحاول حمله.
    كان بشير يعشش في عالم آخر لكنه يسمع وشوشت عالمه، أصوات تصيح احملوه، وأصوات تصيح سيارة الإسعاف في طريقها.
    كان خبر زواج مها صاعقة أحرقته بنار الحسرة التي لن تخمد.
    ماهر شاب طيب إنه حلم كل فتاة إلا مها!
    صعقت مها عندما علمت بأن ماهر صديق بشير، ولكن هذا لم يقف في طريق موافقتها وإنما زادها ذلك عنادا، فهي بذلك ستقتل بشير كما قتلها، ويبدو أن ماهر لا يعلم عن حبهما البريء.
    دخل بشير المستشفى طريحا الفراش تارة يصيح مناديا (مها) وتارة يصرخ بكلمات متقطعة غير مفهومة. لا يستطيع التعرف على أحد.
    تألمت بتول لحال أخيها الذي كان يهذي ويثرثر، فقررت إحضار مها له قبل ليلة زفافها، وبصعوبة استطاعت إقناعها بالمجيء، وفعلا دخلت مها غرفته وهو يصرخ بجنون مناديا إياها جحظت عيناه وفجأة خر فاقد وعيه في سبات عميق، خرجت مها هاربة من هول الصدمة، لا... لن تضعف أمامه لقد أجهض حبها، انه رجل غدار وخائن بالنسبة لها، لا... فليحترق قلبها وليحيا عقلها.
    اعتلت زغاريد الفرح والأنوار تتراقص في السماء فرحا وطربا لعيني مها.
    وبشير كان الظلام قدره وأصوات النواح من حوله قد اعتلت وصراعه وأنينه عارك تلك الزغاريد القاسية، مالها لا ترحم شدته لقد خر مهزوم فقد زفت مها لزوجها ماهر وبشير لربما يزف للموت هذا ما صرح به الأطباء، كان متوسد فراشه وحيدا ومها ليست وحيدة، ما أقسى القدر! كيف انقلبت الموازين هكذا فجأة وبكل بساطة؟
    جابوا أهله المستشفيات ليعود إليهم، ولكن ما الفائدة وهو رافضا الحياة، فكيف يعود؟ لا... الموت أرحم من العذاب المحتوم؟
    فقد كان في السابق يعاني من ألآلام في رأسه لكنه تجاهلها والآن أزداد الأمر خطورة فتوالت العمليات الجراحية، وكانت نسبة نجاحها ضعيفة.
    وأخيرا بعد سنتين نجحت إحدى العمليات، فعاد بشير للحياة وفتح عينيه للواقع القاسي.
    ومع العلاج عاد بالتدريج، أصبح يتعرف على من حوله، ومازال جرحه ينزف حسرة، خرج من المستشفى، وألم قلبه يفوق ألم رأسه رغم شفائه التام إلا أنه يحتضر، وعذاب الاحتضار قد طال.
    وسافر بعيدا تاركا خطيبته هدى التي خطبها لربما انتقاما، وبعد عودته عاف خطيبته وتجاهلها وكأنه لا وجود لها في الحياة، كرهها، وكره قسوة مها سبب جروحه، كم قست عليه فلم تعطه فرصة ليحادثها بعد زواجها.
    وفي يوما من الأيام تعرضت بتول لحادث كاد يودي بحياتها إلا أن رحمة الله أدركتها، كانت أصابتها خطيرة فصرخت مزلزلة المستشفى تريد رؤية أخيها.
    جاء بشير فزعا وقد روعه منظر أخته الكسير، أمسك بيدها مداريا دموعه فصاحت بصوت مخنوق:
    _أخي... سامحني.
    _ابتسم بحنان:
    _ ما هذا الكلام يا عزيزتي؟
    _أرجوك سامحني لا أريد أن أموت وأنا أحمل ذنبي.
    أنا سبب خسارتك لمها.
    صاح بألم وكأنه يرفض سماع جرحه:
    _لا.
    _لقد خبأت رسائلك عن مها وخبأت رسائلها عنك فلم يصلكما شيء، ثم كتبت لها رسالة كخطك تماما وعطرتها بعطرك.
    لقد أخبرتها بأنك ستخطب صديقتي هدى...
    تجبر الألم في جسد بتول واغتصبت الكلمات:
    _كانت تلك فكرة هدى فقد عشقتك إلى حد الجنون، وكانت تريد أن تدمر شيئا في الوجود اسمه مها.
    صرخ بشير:
    _وبعدها انتقمت مها مني ثأر لكرمتها بزواجها، وانتقمت منها بخطبتي لهدى، وأنا الأحمق لم انتقم سوى من نفسي.
    لقد كنت أعاني في غربتي لانقطاع همسات معشوقتي تعذبت وتألمت حتى كنت إنسان يتجول بلا روح.
    وبخطبتي لهدى أكدت تلك الأكاذيب ولن يبرأني شيء.
    _أنا أتعذب يا أخي منذ ذلك اليوم الذي دخلت فيه المستشفى، لم أجرأ على البوح بالحقيقة، لقد كنت جبانة حمقاء، سامحني....
    جثا يندب حظه:
    _لماذا فعلت ذلك يا بتول لقد دمرتني وقتلتني، وظلمتي مها.
    سامحك الله.
    لقد صورتني كأني إنسان وضيع وخائن، ستظل مها تذكرني بهذه الصورة المهشمة، لقد قتلتني في وسط قلب حبيبتي المخطوف.
    آه... كم يؤلمني أن أكون كذلك في نظرها... آه... ليتني مت قبل معرفتي للحقيقة المشينة.
    وليتني لم أذهب إلى أمريكا أنا نادم سامحيني يا مها.
    لقد أوقعوا بنا، أرادوا أبعادنا وأنت سمحت لهم بذلك.
    آه... لقد فعلوها... فعلوها... فعلوها ولم أفعل شيء.
    ثم رحلت بتول من هذا العالم مخلفة ورائها بقايا أشلاء أخيها المبعثرة بسبب الحرب التي أشعلتها، ولم يستطع لملمت أشلائه.
    إلا إنه بكى أطلاله، وطلق هدى، وضل باحثا في أعين الفتيات عن عيني المها.
    _ماذا تريد يا سيدي؟
    أعاده صوت نادل المقهى إلى الحاضر فأجابه والدموع تترقرق في عينيه:
    _أريد أن أفقد ذاكرتي لعلي أنسى.
    تمت بحمد وعون الله تعالى...
    عوامية وافتخر
    عوامية وافتخر
    وافي مميز
    وافي مميز


    انثى عدد الرسائل : 593
    مكان الإقامة : اعماق حزني
    الوظيفة : ممرضة
    المزاج : في عالم الخيال
    تاريخ التسجيل : 15/12/2007

    قصة قصيرة من تأليفي ((لعلي أنسى)) Empty رد: قصة قصيرة من تأليفي ((لعلي أنسى))

    مُساهمة من طرف عوامية وافتخر الخميس يونيو 26, 2008 11:01 pm

    اختي الغالية نثرتي فابدعتي احساس وقلم ذهبي ورائع جسدتي قصة رائعة من اعماقك غاليتي كوني دوما متواجدة معنا فاقلمك مميز ورائع ونشتاق له على دوام كوني بخير عزيزتي

    اختك عوامية وافتخر
    مازلت أحترق
    مازلت أحترق
    مشرفة وافي الادبي
    مشرفة وافي الادبي


    انثى عدد الرسائل : 496
    مكان الإقامة : تحت الرماد
    الوظيفة : طالبة جامعية
    المزاج : جسد بلا روح
    الجوائز : قصة قصيرة من تأليفي ((لعلي أنسى)) Gh10
    تاريخ التسجيل : 30/10/2007

    قصة قصيرة من تأليفي ((لعلي أنسى)) Empty رد: قصة قصيرة من تأليفي ((لعلي أنسى))

    مُساهمة من طرف مازلت أحترق الأحد أكتوبر 26, 2008 11:06 pm

    عزيزتي اسعدني مرورك اللطيف

    تقبلي شكري وتحياتي

      مواضيع مماثلة

      -

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين مايو 20, 2024 5:38 pm