[size=24]إنها طفولتي[/size]
في الوقت الذي قررت فيه ترتيب مكتبتي دفعني ذلك القرار للتوجه لها لأنظرها
عن بعد، نظرتها من كل صوب وزاوية.
وجال في خلدي سؤال حائر: تراني من أين أبدأ ترتيبها؟ أبالأرفف العلوية أبدأ؟.... أم
السفلية؟.... فجميعها ممتلئة بل مكتظة بالكتب المتراصة فيما بينها، مجلدات كبيرة
كتب وكتيبات صغيرة.
لم يطل الوقت في اتخاذ القرار، وامتدت يدي بسرعة البرق الخاطف، ممسكة بأحد
الكتب الغائرة فيما بين كل تلك الكتب على الرف العلوي لتشده بكل ما أوتيت من قوة
وتسحبه من بين أحضانها، وإذا بجميع كل تلك الكتب تتدافع فيما بينها، كما
الأمواج المتلاطمة، ليسقط الكثير والكثير منها على الأرض.
هرولت مسرعة نحوها متلهفة، رفعتها، ضممتها، مسحت ما علق بها من غبار،
قبلتها، شممت رائحة الزمن المنبعثة عبر أوراقها الصفراء، شعرت بعبرة خانقة،
حاولت حبسها، إلا إنني لم أفلح، بكيت بحرقة وبكيت، مسحت دموعي، سألت نفسي
عن سبب البكاء لتجيبني: نعم إنها طفولتي الممتدة فيما بين كل تلك الأوراق الصفراء،
عبر الزمن، عبر سنين عمري المنصرمة....
نعم إنها بياض الثلج وسندريلا، إنها التفاح العجيب وقصير الذيل، إنها ذات الرداء
الأحمر وعقلة الأصبع وغيرها من القصص التي طالما قرأتها وأحزنتني فأبكتني،
وأسعدتني فأضحكتني، ورسمت لي لوحة تتجلى فيها كل معاني الحياة، بحلوها ومرها،
بخيرها وشرها، بعدلها وظلمها، وعلقت في ذاكرتي فلم أنساها، نعم إنها قصصي التي
طالما عشقت قراءتها وأنا مازلت طفلة صغيرة.!
بقلم نورا عاشور
في الوقت الذي قررت فيه ترتيب مكتبتي دفعني ذلك القرار للتوجه لها لأنظرها
عن بعد، نظرتها من كل صوب وزاوية.
وجال في خلدي سؤال حائر: تراني من أين أبدأ ترتيبها؟ أبالأرفف العلوية أبدأ؟.... أم
السفلية؟.... فجميعها ممتلئة بل مكتظة بالكتب المتراصة فيما بينها، مجلدات كبيرة
كتب وكتيبات صغيرة.
لم يطل الوقت في اتخاذ القرار، وامتدت يدي بسرعة البرق الخاطف، ممسكة بأحد
الكتب الغائرة فيما بين كل تلك الكتب على الرف العلوي لتشده بكل ما أوتيت من قوة
وتسحبه من بين أحضانها، وإذا بجميع كل تلك الكتب تتدافع فيما بينها، كما
الأمواج المتلاطمة، ليسقط الكثير والكثير منها على الأرض.
هرولت مسرعة نحوها متلهفة، رفعتها، ضممتها، مسحت ما علق بها من غبار،
قبلتها، شممت رائحة الزمن المنبعثة عبر أوراقها الصفراء، شعرت بعبرة خانقة،
حاولت حبسها، إلا إنني لم أفلح، بكيت بحرقة وبكيت، مسحت دموعي، سألت نفسي
عن سبب البكاء لتجيبني: نعم إنها طفولتي الممتدة فيما بين كل تلك الأوراق الصفراء،
عبر الزمن، عبر سنين عمري المنصرمة....
نعم إنها بياض الثلج وسندريلا، إنها التفاح العجيب وقصير الذيل، إنها ذات الرداء
الأحمر وعقلة الأصبع وغيرها من القصص التي طالما قرأتها وأحزنتني فأبكتني،
وأسعدتني فأضحكتني، ورسمت لي لوحة تتجلى فيها كل معاني الحياة، بحلوها ومرها،
بخيرها وشرها، بعدلها وظلمها، وعلقت في ذاكرتي فلم أنساها، نعم إنها قصصي التي
طالما عشقت قراءتها وأنا مازلت طفلة صغيرة.!
بقلم نورا عاشور