والحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين محمد وآله الطيبين الطاهرين
محتوى الموضوع..
◄مفهوم مرحلة المراهقة ◄أنواع وأشكال المراهقة ◄ أبرز خصائص مرحلة المراهقة ◄أبرز المشكلات السلوكية في مرحلة المراهقة ◄ فن التعامل مع المراهقين.
مقدمة..
للأمانة المقدمة مقتبسة من أحدى المقالات بعنوان لا أحد في أسرتي يفهمني للمبدعة عاشقة الليل بمنتدى سنابس
متذمر هو، ناقم على من حوله من أسرته, يتمنى في الكثير من الوقت أن لا تكون أسرته هي هذه الأسرة التي يعيش معها.
يعتقد أن من يوجهه يضغط عليه, وان من ينصحه عدو له, وان أمه لا تكترث لمشاعره، ولا تهبه العاطفة المطلوبة، وان والده يبخل عليه لأنه لا يلبي له مطالبه، وان إخوته يمتهنون حريته ولا يسمحوا له العيش بسلام.
يسقط جميع إعماله السلبية على من حوله من أسرته، ويعتقد انه الضحية في هذه الحياة، ومهما فعل ومهما اخطأ فهو بريء كل البراءة كبراءة الذئب من دم يوسف.
هذا هو حال اغلب الأسرة لا بد من وجود فرد فيه أو عدة إفراد يشعرون بمثل هذا الشعور الذي يحيل حياتهم وحياة من حولهم الى جحيم.
حدث لي هذا الإحساس من فترة طويلة حينما كنت في المرحلة المتوسطة لما كنت أشعر به من ضجر وملل يذبحاني ومن تكرار الروتين اليومي أدي بي إلى هذا الشعور .
حتى بعض الحالات لا أكل ولا أتحدث مع أحد في إطار العائلة أما في إطار المدرسة فكنت أحاول أن أفضفض إلى زميلاتي مما شجعني إلى تعديل نظرتي وتغييرها بعد إكمالي المرحلة الإعدادية . ” كانت أيامي بالنسبة لي صعبة لما تحمله من مشاعر الوحدة والقهر والضعف من الحياة "
وترى إليزابيث هيرلوك Hurlock ( 1973 ) أن المراهقة قد يُشاهد فيها الشقاء نتيجة لعدة عوامل منها..
• المثالية ( العجب بالذات )
• مشاعر نقص الكفاءة ( قلة الخبرة )
• نقص إشباع الحاجات ( الجدب العاطفي )
• الضغوط الاجتماعية ومشكلات التوافق (الميل للاستقلالية)
ويؤثر شعور المراهق بالشقاء في المظاهر السلوكية على النحو التالي:
1- اضطراب السلوك : مثل نقص التركيز والتقلب السلوكي وقصور النشاط العقلي والجسمي واضطراب الكلام والاندفاع والعدوان.
2- الانفعالية والإستثارية والحساسية النفسية والإنفجارات الانفعالية.
3- المشاكسة وتكون معظمها في إطار الأسرة وعلى مستوى لفظي.
4- السلوك المُضاد للمجتمع ويتضمن رفض النصح والتوجيه ومغايرة المعايير الاجتماعية في اللبس والكلام والسلوك بصفة عامة.
5- الوحدة وتتضمن الشعور بالإهمال والرفض من قٍبل الرفاق وأعضاء الأسرة والكبار.
6- نقص الإنجاز ويُرافق الإهمال ونقص الدافعية في المدرسة وشئون الأسرة والأنشطة الاجتماعية.
7- لوم الآخرين وإلقاء التبعية عليهم واتهامهم بأنهم سبب كل شقاء.
8- التهرب ويتضمن الهروب من المنزل والزواج المبكر والاستغراق في أحلام اليقظة.
تعريف المراهقة..
• كلمة المراهقة مشتقة من الفعل اللاتيني Adolescere بمعنى دنا أو قرب ومعناها التدرج نحو النضج الجسمي والعقلي والانفعالي والاجتماعي.، ويُستخدم مصطلح المراهقة في علم النفس بأنه يعني مرحلة الانتقال من الطفولة إلى الرُشد، فالمراهقة بهذا المعني هي عبارة عن مرحلة تأهب لمرحلة الرشد وتمتد في العقد الثاني من حياة الفرد من الثالثة عشرة إلى التاسعة عشرة وقد تسبق ذلك سن وتتأخر عن أيضاً.
من أبرز مظاهر مرحلة المراهقة..
• التشدد الديني عند البعض.
• اللامبالاة بالأمور الدينيــة.
• التغيرات المزاجية السريعة.
• الجري وراء المظاهر والموضة .
• تعدد الهوايات والصدقات وعدم ثباتها.
• الانسحاب الاجتماعي والخجل عند الاناث.
• الميل إلى الاستقلالية ولفت انتباه الآخرين.
• أحلام اليقظة وتنوعها بين السلب والإيجاب.
• القوة وحب الاستعراض العضلي عند الذكور.
• مرحلة التغيرات الجسدية والاضطراب في النمو الفسيولوجي.
• التغيرات الجسدية وتغير الملامح والتي تميز الذكورة أو الأنوثة.
• مرحلة عد ثبات الهوية والتغيرات النفسية والعاطفية والاجتماعية.
أشكال وأنواع المراهقة ..
1- المراهقة المتوافقة أو المعتدلة..خصائصها..
الاعتدال والهدوء النسبي والاستقرار وتكون الاتجاهات والاتزان العاطفي والخلو من العنف والتوترات الانفعالية الحادة ويتوافق مع الوالدين والمجتمع.
العوامل المؤثرة فيها..
المعاملة الأسرية السمحة التي تتسم بالحرية والفهم واحترام رغبات المراهق وتوفير جو صحي فيه الثقة ومناقشة مشكلات المراهق وتقبله وشعور المراهق بتقدير والديه واعتزازهما به.
2- المراهقة الإنسحابية المنطوية..خصائصها..
الانطواء والاكتئاب والعزلة والسلبية والتردد والخجل والشعور بالنقص والاقتصار على أنواع النشاط الانطوائي ككتابة المذكرات والتفكير المتمركز حول الذات والاستغراق في أحلام اليقظة التي تدور حول موضوعات الحرمان.
العوامل المؤثرة فيها..
اضطراب المناخ النفسي في الأسرة والتسلط وسيطرة الوالدين والحماية الزائدة وما يصاحب ذلك من إنكار لشخصية المراهق وتركز قيم الأسرة حول النجاح الدراسي مما يثير قلق الأسرة وقلق المراهق ونقص إشباع الحاجة إلى التقدير وتحمل المسئولية والجدب العاطفي.
3- المراهقة العدوانية المتمردة..
خصائصها..
التمرد والثورة ضد الأسرة والمدرسة والعدوان على الأخوة والزملاء والعناد وقصد الانتقام خاصة من الوالدين وتحطيم أدوات المنزل والإسراف الشديد في الإنفاق والشعور بالظلم ونقص التقدير والاستغراق في أحلام اليقظة والتخلف الدراسي.
العوامل المؤثرة فيها..
التربية الضاغطة المتزمتة وتسلط وقسوة وصرامة القائمين على تربية المراهق , والصحبة السيئة وتركيز الأسرة على الدراسة فقط ونبذ النشاط الرياضي والترفيه ونقص إشباع الحاجات والميول لدى المراهق.
4- المراهقة المنحرفة ..
خصائصها..
الانحلال الخلقي التام والانهيار النفسي التام والجنوح والسلوك المضاد للمجتمع وسوء الأخلاق والفوضى والاستهتار والبعد عن المعايير الاجتماعية في السلوك.
العوامل المؤثرة فيها..
المرور بخبرات شاذة مريرة والصدمات العاطفية العنيفة وقصور الرقابة الأسرية أو تخاذلها وضعفها أو إهمالها للمراهق , أو القسوة الشديدة في معاملة المراهق في الأسرة وتجاهل رغباته وحاجات نموه أو التدليل الذاتي , والصحبة المنحرفة والشعور بالنقص والفشل الدراسي والعوامل العصبية الإستعدادية أو الاختلال في التكوين الغددي.
من أبرز المشكلات في مرحلة المراهقة..
مشكلات سلوكية..
عصبية ـ عناد ـ تدمر ـ غيرة.. إلخ
مشكلات عاطفية..
حساسية مفرطة ـ رغبة في تملك حب الآخرين والانفراد به ـ لفت الانتباه
مشكلات نفسية..
توتر ـ قلق ـ خوف ـ هستيريا ـ اكتئاب
مشكلات اجتماعية..
خجل أو عدم قدرة على التواصل مع الغير ـ معاداة المجتمع
فن التعامل مع المراهقين..
• تعترض المراهق في أثناء النمو مشكلات لا قبل لها بحلها دون مساعدة , ونستعرض فيما يلي هذه المساعدة سواء كان هؤلاء هم الوالدان أو المعلمون أو المشرفون أو الأخصائيون الاجتماعيون , ممن يهمهم أمر المراهقة.
• فقد تبين لنا من استعراض النمو في النواحي الجسمية والانفعالية والعقلية والاجتماعية , أننا نحن الكبار نؤدي دوراً رئيسياً في تشكيل خصائص هذا النمو , فمعاييرنا واتجاهاتنا وعاداتنا ومعتقداتنا تحدد إلى درجة كبيرة نمط السلوك الذي قد يتخذه المراهق عندما يمر بهذه الفترة العصيبة.
• كما أن المشكلات التي قد يقع فيها المراهق يمكن إرجاعها أيضاً إلى العلاقة بينه وبيننا نحن الكبار المحيطين به.
هل يمكننا التقبل الاجتماعي للمراهق؟ شعور المراهق بأنه محبوب وأن الآخرين يتقبلونه ينعكس على تقبل المراهق لذاته والاعتزاز بالذات والتوافق الايجابي.
التركيز على أسلوب الحوار والمناقشة الهادئة مع المراهق.
الصداقة الحقيقة أهم شيء حيث أن الشعور الصادق والمعاملة الودية هو أول ما ينبغي عمله لمساعدتهم.
التركيز على التصرفات الغير صحيحة والغير مرغوبة لتتحول إلى السلوك المرغوب وألا نركز على شخصية المراهق من قبيل أنت سيء ولكن بقول هذا السلوك سيء وغير مرغوب أما التركيز على ذم المراهق يشعره بالإحباط وينعكس على مفهوم سلبي للذات وسوء توافق.
أهمية الدعم والمساندة للمراهق في التكامل العملي فيما بين حاجاته ودوافعه وأهدافه حتى ينشأ لديه شعور واضح بذاتيته وهويته.
هل نحن على حق دائماً ؟ إن بعضنا – لسوء الحظ – يشعر أنه يجب أن يفرض سلطته وأن يحتفظ بهيبته مع الأحداث , لذلك يجب أن تكون علاقتنا بالمراهقين على أساس بذل أقصى جهد مخلص لأن نكون مستعدين لسماع وجهات النظر الأخرى فيكون سلوكنا مرن في تطبيق المعايير التي نضعها.
أن نستبعد أسلوب العقاب البدني فقد وُجد أن معالجة اضطراب السلوك عن طريق العقاب البدني قد زاد من حدة العدوان في الطبقة الوسطى أي فترة المراهقة.
أن نتيح للمراهق اختيار التخصص التي يود الالتحاق به ومساعدته على إنماء عادات دراسية صحيحة.
أن نكون على استعداد بقبول بعض التمرد حيث من الخطأ أن نعتبر التمرد دليلاً على الاستهتار , وإنما هو دليل على الرغبة الجادة في النضج والتهيؤ لتحمل المسئولية وكثيراً ما تنوء الفتاة بعبء مطالب الذات العليا.
أن نسمح لهن بحرية النقد أو الرفض وألا نرفع شعار أنه يجب أن نراهم فقط دون أن نسمع لهم صوتاً أو رأياً " to be seen but not heart ".
هل نطلب الكثير ؟ فقد تكون سبباً في ثورة المراهقة إذا طلبنا منها الكثير فيسبب لها التمرد , حيث المراهقة ترغب في محبتنا لها.
هل نحن متساهلون ؟
فكثيراً ما يعامل الآباء والمعلمون المراهق كأنه طفل , فيطالبونه بتفاصيل ما يقضي فيه كل وقته ولا يتركون خصوصية له مما يعطل النمو الانفعالي بأن نعتبرهم أنهم ما زالوا صغاراً.
هل نثق في أبنائنا وقدراتهم ؟ حتى نتيح لهم بزوغ الإمكانات من حيز الكمون إلى حيز الفعل حيث الشخص لديه دافع أصيل إلى تحقيق ذاته وعلينا أن نهيئ له الشعور لكي ينمو.
أين يذهب المراهق للمساعدة ؟ إذا لم نساعده لذلك علينا تقبله وتفهمه من أجل حل مشاكله أو تحويله للمرشد النفسي.
وأخيراً..
أشكركم جميعا لقراءتهً وأتمنى أن قدمت لكم بعض ما تصبون له وأعتذر لكم إن كان هناك خطأ أو تقصير مع خالص شكري وتقدير لكم جميعاً .
ولا تنسونا من الدعاء أخوكم أحمد آل سعيد