تعرف على نفسك كيف تواجه الظروف من نوع أختيارك
هل انت جــــــــزرة .. بيضــــه .. أم حبة قهــوه مطحـــونه ؟؟
إشتكت نور لأبيها أحمد مصاعب الحياة ..
فأخذت تعبر عن مشاعرها تجاه الحياة بهذا الحديث فماذا كانت نصيحته ؟؟
آآآآه يا أبي كم الحياة صعبة ومتعبة ومؤلمة ومحزنة
لا أعرف ماذا أفعل لمواجهتها ..
كم اود الإستسلام ..عند أحنك الظروف
تعبت من القتال والمكابدة .. تعبت من المواجهة وتحمل الظروف التي أواجهها
ما أن أنتهي من حل مشكلة تظهر لي مشكلة أخرى ..
ردة فعل أبوها لها
إصطحب أحمد إبنتهُ إلى المطبخ وكان طباخاً ماهراً ويعمل طبيباً نفسياً ...
ملأ ثلاثة أوان بالماء ووضعها على نار ساخنه ...
سرعان ما أخذت الماء تغلي في الأواني الثلاثة ...
وضع أحمد (الأب) في الإناء الأول جزرا وفي الثاني بيضة
ووضع بعض حبات القهوه المحمصه والمطحونه ( البن ) في الإناء الثالث ..
وأخذ ينتظر أن تنضج وهو صامت تماما. . .
نفذ صبر نور ، وهي حائرة لا تدري ماذا يريد أبوها أحمد من هذه الطبخات السريعة والمضيعة لوقتها
كما تظن ...!
إنتظر والدها أحمد بضع دقائق ..
ثم أطفأ النار ..
ثم أخذ الجزر ووضعها في وعاء ..
وأخذ البيضة ووضعها في وعاء ثاني ..
ولم ينسى أمر البن المطحون
وأخذ فنجان القهوه ووضعه فيها القهوة العربية التي صنعها من البن المطحون بعد أن قام بغليها بنفسه
ووضعها في وعاء ثالث. . .
ثم نظر إلى ابنته وقال : يا أبنتي العزيزة نور ، ماذا ترين؟
- جزره .. أم بيضة .. أم بن.. ؟؟
أجابت نور أبتي لم أفهم
طلب والدها أحمد من إبنته نور أن تتحسس الجزر ..! فلاحظت أنه صار ناضجا وطريا ورخوا ..
ثم طلب منها أن تنزع قشرة البيضة.. ! فلاحظت أن البيضة باتت صلبة ..!
ثم طلب منها أن ترتشف بعض القهوة ..! فابتسمت الفتاة عندما ذاقت نكهة القهوة الغنية..!
سألت نور أباها أحمد : ولكن ماذا يعني هذا يا أبي الغالي ؟
قال :
إعلمي يا ابنتي الغالية نور عيوني نور أن كلا من الجزر والبيضة والبن واجه الخصم نفسه ، وهو المياه المغلية ...
لكن كلا منها تفاعل معها على نحو مختلف.
لقد كان الجزر قويا وصلبا ولكنه ما لبث أن تراخى وضعف ، بعد تعرضه للمياه المغلية.
أما البيضة فقد كانت قشرتها الخارجية تحمي سائلها الداخلي ، لكن هذا الداخل ما لبث أن تصلب
عند تعرضه لحرارة المياه المغلية.
أما القهوة المطحونه فقد كان رد فعلها فريده ... إذ أنها تمكنت من تغيير الماء نفسه.
وماذا عنك يا إبنتي الغالية ؟
هل فهمتي المغزى من تجربتي وأستفدتي
هل أنت الجزرة التي تبدو صلبة ..
ولكنها عندما تتعرض للألم والصعوبات تصبح رخوة طرية وتفقد قوتها ؟
أم أنك البيضة .. ذات القلب الرخو .. ولكنها إذا واجت المشاكل تصبح قوية وصلبة ؟
قد تبدو قشرتك لا تزال كما هي .. ولكنك تغيرت من الداخل .. فبات قلبك قاسيا ومفعما بالمرارة!
أم أنك مثل البن المطحون .. الذي يغيّر الماء الساخن ..( وهو مصدر للألم ).. بحيث يجعله ذا طعم أفضل ؟!
فإذا كنت مثل البن المطحون .. فإنك تجعلين الأشياء من حولك أفضل إذا بلغ الوضع من حولك الحالة القصوى
من السوء . فكري يا ابنتي كيف تتعاملين مع المصاعب...
إذن أنتم ...
هل أنتم جزره أم بيضة أم حبة قهوه مطحونة ؟
أتمنى الفائدة من هذه القصة للجميع وأرجوا المعذرة لاني كتبتها لكم بأسلوبي الخاص
تحياتي القلبية لكم