السلام عليكم ورحمة الله وبركاته......
أولاً وقبل أي شيء أتوجه بتحية ملؤها عبق النرجس والياسمين مهداة لجميع أفراد أسرة
منتدى الوافي الثقافي، من مسؤولين ومشرفين وأعضاء، كما ويسعدني الإنضمام لهذه
الأسرة كفرد من أفرادها.
ولأبدأ بأولى مشاركاتي معكم والتي قد تبدو قصيرة جداً، لأنها عبارة عن مقدمة لبحث
يحمل عنوان تطور المعرفة عند الطفل والذي سبق وأن أعددته وأنا على أعتاب التخرج.
قد يستغرب البعض ويتساءل لماذا البداية بهذه المقدمة؟
والجواب هو: إن البداية بهذه المقدمة هي بمثابة تحية شكر وعرفان للأنامل التي خطتها
حيث لم تتسنا لي الفرصة لتقديمها في حينها.
وقد يتساءل البعض أيضاً ترى من صاحب تلك الأنامل التي خطت تلك المقدمة؟
لأقول: إنه الأستاذ الفاضل الكاتب المعروف: سعود الفرج، فله مني كل الإمتنان والشكر
والتقدير.
أما الآن فأترككم مع تلك المقدمة:
يعتبر الطفل اللبنة الأساسية التي تعتمد عليها الأجيال في تنشئة رواد المستقبل، لذلك أخذت
دول العالم الحديث تتنبه لهذه النقطة الحساسة في حياة الأمم،فاهتموا بتربيته منذ المراحل
الأولى للتعليم، وتركوه في مراحله الأولى بمفرده يعالج المشاكل التي تعترضه، فتوقظ
بذلك ذهنه بدلاً من تلقينه أفكاراً دون أن يكون له دور في إتخاذ القرار، إذ لا قيمة
لمعلومات لا يشارك فيها بنفسه من خلال لغته،التي تعد من أحسن الوسائل التي بموجبها
تسهل تفكيره، وتجعله دائماً في حركة مستمرة.
فترك الطفل مثلاً يقوم بمشاريعه بمفرده أو بالإشتراك مع أتراب له يعطي ذهنه مجالاً
للتفكير في حل بعض المشاكل التي تعترض طريقه.
أما إذا حشونا أفكاره حشواً فإن هذا لن يساعده سوى على التبلد، وعدم القدرة على
التصرف.
ومن أهم النقاط التي يجب الإنتباه لها هو عدم الإستهزاء بأفكاره وأعماله التي يقوم بها
وتخالف أفكارنا، لأن هذا لن يساعده على التفكير، بل سيصيبه بالإحباط.
إن الطفل عالم كبير، وهو مستودع لا ينضب من الأفكار والتخيلات، فهو بحاجة فقط إلى
من يقف بجانبه، ويساعده على تذليل عقباته، فتراه بعد ذلك سباقاً للإبداع.
وقد ترجم الشاعر محمد سعيد البريكي هذه المعاني الرائدة في عالم الطفل وتفكيره الخلاق
عبر هذه الأبيات الرائعة عندما قال:
لا تقهروا الأطفال
لا تقتلوا في قلوبهم براءة السؤال
لا تطفئوا البريق في عيونهم
وتسلبوا البسمة من ثغورهم
وتزرعوا الحزن على وجوههم
فتصبح الزهرة
ولفراشة المجنحة
والنحلة العذراء
فوق زهرة متفتحة
وزقزقات الطير
للشروق والشفق
عقارباً
وظلمة
وحية تزحف في الرمال
وقلعة
مليئة بالسل والسعال
وقد وضع الشاعر النقاط على الحروف عبر هذه الأبيات، فتجلت فيها قدرة الطفل إذا ما
أحسن معاملته وصفي تفكيره بمساعدة من حوله.