اللهم صل على محمد وآله الطيبين الطاهرين وعجل فرجهم واهلك أعداءهم
قررت الانتحار اليوم ولن يستطيع أحدا منعي
يجب أن تسمع همساتي قبل الرحيل الأبدي...
أعلم بأن همساتي ستذبح قبل وصولها إليكم
أجيبوني كيف يعيش الإنسان غربة في وطنه الحبيب؟
أعيدوا الأمل الهارب وأعيدوني إلى الظلام الرقيق
فهذه هي عيشتي الهنيئة
أحرقتني البشرية بتجردها من الإنسانية واكتساءها رداء الوحشية
رموني بالجهل والغباء
هم لا يعرفون شخصي الحزين الذي اعتاد الظلام وعشقه
كرهوني بلا سبب وأهانوني
خافوني رغم براءتي وصدقي
لماذا؟ هل السبب في ثياب الحداد التي احتضنتني
ألقوا بي خارجا بلا رأفة
لصغري وطفولتي المحترقة
رغم عقلي أنه شاخ بهمومه وآلامه
ورموني بالغموض ونور عيناي يصعق بالحقيقة
دائما الحقيقة تظهر مابين السطور
لكن كيف يراها من كف قلبه وأصبح يتخبط في ظلامي؟
اخمدوا في كفي جمرة صارخة بالجحيم
فتجسدت كلمة الظلام الأبدي
أتعلمون لقد قطعت خيوط ناعمة التي لطالما أحببتها
وخشيت تقطعها؟
لكن هذه المرة أنا التي قدمتها أضحية لجراحي
والآن جراحي ترثيها وتهجوني
أصرخ طالبة للحنان ابحث عنه في أحضان البشرية الزائفة
أصبحت بلا معنى شيئا تافه
وسلب مني اسمي الذي كنت اعتز به
لقد أخمدت أيام المجد والعز ولطختني الذلة من كل صوب
إني احتضر بألم راعني قوته
أريد الموت أن يضمني إليه ليدفئني هو الذي سيحد من آلامي وسيغمض عيني المتقرحتين
في كل يوم استيقظ أرى الدماء من حولي فاصرخ مفزوعة لقد ذبح صديقي الأمل ولطخت بدمائه
أن يدي غارقة بدمائه لقد رموني بقتله
لقد ظلموني وغربوني وسحقت هويتي
أصبحت لا اعني أحد
عنواني الجديد هو الهامش
في أعماق الأرض مدفونة بين التراب الحارق
وحيدة أنادي ما من مجيب
غريبة ما من مواسي
أو حامي
أو من يعزيني في مصابي العظيم
فلم أجد غير التراب يقبل عيناي
ليعميني عن رؤية الواقع المرير
كيف أنفد عملية الانتحار؟
هل أطوق حبل ظلم البشرية الملتهب حول عنقي؟
أم ألقي نفسي في فوهة بركان ليطفئ همسي؟
أم اسلم عنقي للزمان الثائر ليجهز علي في مذبحته الرحيمة؟
أم أنحر نفسي بخنجر الغدر من الوريد إلى الوريد؟
أم أمزق معصمي بشفرة جريحة تقطع شرايين الحب؟
لقد انتهيت
احتضنني الانهيار
اليوم سأعترف بهويتي للبشرية
لتعلموا من أكون
لتعذروا أفكاري السوداوية
لترحموا غربتي المخيفة
لتحتضنوا آهاتي قبل المضي
لتقتصوا من قاتلي اللعين
لتتجرعوا معي علقم الحياة
لا أريد مساعدتكم في تغيير رأيي
وإنما أطالبكم برثاء أطلالي الخربة
سأمزق الستار الذي أتوارى خلفه
سأعترف لكم بالسر اللعين
لتعرفوا شخصيتي الحقيقة
أنا هي الدموع
ابي هو الحزن
وأمي هي الأنين اليتيم
أنا...أنا ... هي
أنا السعادة المحتضرة المخذولة.... أجيبوا غربتي
أنقذوها قبل الانتحار...
تمت بحمد لله وعونه تعالى......