الصداقة بين الزوجين وسيلة للتغلب على الصمت المنزلي
أمستردام : فكرية أحمد
يشكو كثير من الأزواج أو الزوجات، أن شريك العمر قد أصابه ما يعرف بـ "الخرس المنزلي" ، وهو الصمت الدائم أو معظم الوقت أثناء التواجد بالمنزل، مما يشيع جوا من الملل والكآبة داخل الأسرة، ويتسلل هذا الملل إلى العلاقات الخاصة بين الزوجين، بينما يتحول الزوج " أو الزوجة" إلى شخصية مرحة وبشوشة خارج المنزل، أو في مهاتفاته التليفونية مع الأصدقاء، وكأنه شخص آخر غير الذي بالمنزل.
وفى هولندا، كشفت دراسة استطلاعية لمكتب الأبحاث الاستراتيجية "موريشوس"أن سبب الخرس المنزلي يرجع إلى غياب التفاهم بين الزوجين، والخوف من الصدام المستمر نتيجة تبادل الكلام والآراء، فيؤثر كل طرف الصمت، تجنبا للمشكلات أو النكد، بينما على النقيض، يسود التفاهم والود بين الأزواج وأصدقائهم، مما يفتح المجال للكلام الحر، وتبادل الآراء والفكاهات أو الطرائف، وتتنوع الأحاديث لتطول كل مجال دون ملل، وحتى إن حدث خلاف في الرأي، فإنه لا يصل إلى صدام،لأن هذه الأحاديث لا تمس صميم الحياة أو العمل أو المشكلات والأمور الداخلية الأسرية الحقيقية.
وقالت الدراسة التي أجريت على 1424 رجلاً وسيدة هولنديين، وأعلنت نتائجها أول من أمس إن 60% من السيدات يشعرن أن الرجال لا يقدرون أو يفهمون المشاعر المتبادلة بين الزوجات وصديقاتهن، ومدى التوافق المتبادل والمتعة في التواجد بين الأصدقاء، وذلك مقابل 43% من الرجال يشعرون أن الزوجات لا يشعرن بالمتعة التي يعيشها الزوج بين شلة الأصدقاء، وأسباب مرحه معهم.
وقال 47% من الرجال إنهم يعانون من سوء الفهم مع زوجاتهم، مقارنة بالتفاهم والسعادة بينهم وبين الأصدقاء، بينما قال 70% من السيدات أن الرجال لا يفهمون النكتة أو الفكاهة التي تطلقها الزوجات، وأن الأزواج أقل صبرا في الاستماع للمشاكل المنزلية أو لحوارات الزوجة، بينما لدى نفس الرجال استعداد لفهم النكتة أو أساليب المرح التي لدى الأصدقاء، والشعور بها والسعادة معها، والتحاور والتدخل أيضا لحل مشكلات الأصدقاء.
وأكدت نسبة 80% من الفتيات والسيدات على شعورهن بالسعادة الحقيقية بين "شلة الصديقات"، أكثر مما يشعرن بها مع الأزواج، وأن هناك 75% من السيدات يحرصن على قضاء أمسية على الأقل مع الصديقات لتناول القهوة، أو التجول في المراكز التجارية لمجرد الثرثرة وتبادل الفكاهات والحديث عن أي شيء.
وقالت السيدات إنه من أفضل الموضوعات التي تجري بينهن وبين الصديقات، الحديث عن المشكلات التي تواجههن، وأسباب الحزن" والنكد " المنزلي، وذلك بنسبة 31% من مساحات الأحاديث واللقاءات، بينما 26% من أوقات اللقاءات تدور حول المرح وأسباب السعادة، وقالت نسبة 91% من الهولنديات أنهن بحاجة إلى توسيع دائرة الصديقات بحثا عن مزيد من السعادة .
وأوضحت الدراسة أن نسبة 54% من الرجال يتحدثون عن زوجاتهم مع الأصدقاء، ويقولون كل ما يعرفونه عن الزوجات، بما في ذلك التعرض أحيانا للعلاقات الزوجية الخاصة ومشكلاتها ، مقابل 46% من النساء يتحدثن عن أزواجهن بين الصديقات ، ومعظم أحاديث المرأة حول مشكلاتها الخاصة مع زوجها.
وأشارت الدراسة الاستطلاعية إلى أن محاولة كل من الزوجين الوصول إلى شكل الصداقة مع الطرف الآخر هو الحل ، حتى لا يجد أي منهما سعادته خارج المنزل، فيما يتحول المنزل إلى سجن بارد أخرس، وأن يحاول الزوجان الخروج معا بين الأصدقاء، حيث سيكتشف
كل طرف وجود جوانب خفية وجميلة وجذابة في الطرف الآخر ، لا تظهر في التعاملات اليومية التقليدية بين الزوجين